كتب / محمد ماجد السقا
المعركة الأشرس في التاريخ العسكري الإسلامي ؛ أربعة أيام من القتال المحتدم بين المسلمين والفرس. اربطوا الأحزمة واستعدوا للانطلاق إلى أرض القادسية في بلاد العراق.
كانت الحرب سجالا بين المسلمين والفرس قبل أن يحسم أجدادنا الأمور في القادسية ؛ فتارة انتصر المسلمون في ( معركة البويب ) وتارة انتصر آل ساسان في ( معركة الجسر ).قبل عام من الملحمة وتحديدا في العام 14 هجرية أرسل ( المثنى بن حارثة ) رسالة إلى أمير المؤمنين ( عمر بن الخطاب ) يخبره فيها أن كسرى فارس ( يزدجرد الثالث) قد جمع طاقاته ضد المسلمين ، فأمر ( عمر) أن ينادي داعي الجهاد في الناس للخروج إلى العراق وقرر أمير المؤمنين أن يخرج بنفسه لقيادة الجيش ولكن أصحابه أشاروا عليه ألا يفعل لما في ذلك من خطر على الدولة وتفرقها إن هو هزم أو قتل، وكان الرأي في النهاية تولية ( سعد بن أبي وقاص) قيادة جيش المسلمين، وكان على رأس جيش الفرس ( رستم فرخزاد ) .كان (سعد بن أبي وقاص) قد مرض قبل المعركة ولم يقدر على الحركة ونزل بقصر قريب من القادسية ليدير منه المعركة . التقى الجمعان ولاقى المسلمون من فيلة الفرس عنتا شديدا إذ كان صوتها يخيف خيول المسلمين فتقع بفرسانها على الأرض حتى اضطربت الصفوف ، وطلب سعد من القعقاع بن عمرو وعاصم بن عمرو أن ينظرا في أمر الفيلة فاستطاعا مع فرقتيهما أن يخربوا مراكبها ويجعلوا الفيلة تتجه إلى جنود الفرس وتدهسهم . استمرت المعركة أربعة أيام عرفت في التاريخ بما يلي : اليوم الأول سمي ( أرماث) والثاني ( أغواث ) والثالث ( عماس) او ليلة ( الهرير ) وكان الرابع يوم القادسية . حقق المسلمون بفضل الله نصرا مؤزرا ساهم في فتح ما تبقى من بلاد العراق وبعض فارس حتى كان فتح الفتوح في نهاوند بقيادة ( النعمان بن مقرن ) عام 21 هجرية . رحم الله شهداء المسلمين في القادسية .
المصادر :
1- كتاب مروج الذهب للمسعودي ج2.
2-الكامل في التاريخ لابن الأثير ج2.
3 - تاريخ الرسل والملوك للطبري ج3.
4- البداية والنهاية لابن كثير ج9.