متابعة/ إبراهيم الهنداوى
انعدمت الرحمة من قلوب البشر، وبالتباعية تنعدم المسؤولية ممن وكل لهم، الأمر الذى يتسبب أحيانا في الخراب والدمار، ومن الممكن أن يحدث إزهاق لأرواح بريئة لاحول لها ولا قوة، كل هذا بسبب الإهمال الجثيم بقصد أو دون قصد، فقبل أن نقص عليكم جريمة قتل بشعة بسبب الإهمال الجثيم، وعدم تحمل المسؤولية، أود أن نتعرف سويا على معنى القتل بصفة عامة، ومعنى القتل نتيجة الإهمال بصفة خاصة.. الذى هو الركن الأساسي في حادث اليوم..
جريمة القتل العمد هو إنعقاد النية وإتجاه الإرادة نحو إزهاق روح شخص عن قصد .. أما جريمة القتل بسب الاهمال..
هو فعل إرتكبه الجاني بغير أن يقصد الموت ولكنه في وسعه تجنبه إذا تصرف بإحتياط وحذر، يعتبر من القتل الخطأ غير الإرادي أو الناجم عن الإهمال فإنه يحدث نتيجة الإهمال أو إنشغال القاتل بفعل الخاطئ.
أما عن مفهوم المسؤولية فهي تلك المهمة الموكلة إلى أحد ما بحكم موقعه أو مؤهله، أو كفاءته أو قدراته، لأن يقوم بعمل ما فتوجب عليه أن يتخذ الحيطه والحذر للقيام بمهامه على أكمل وجه فنجد أن الإهمال يتسبب في قتل الأبرياء دون ذنب غير أنهم وقعوا ضحية لهذا الذي قصر في آداء وظيفته ومهامه.
حيث « تنص المادة ( 238 ) من قانون العقوبات على أنه "
من تسبب خطأ في موت شخص آخر بأن كان ذلك ناشئاً عن إهماله أو رعونته أو عدم احترازه أو عدم مراعاته للقوانين والقرارات واللوائح والأنظمة يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر وبغرامة لا تجاوز مائتي جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين.
وتكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن سنة ولا تزيد على خمس سنين وغرامة لا تقل عن مائة جنيه ولا تجاوز خمسمائة جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين إذا وقعت الجريمة نتيجة إخلال الجاني إخلالاً جسيماً بما تفرضه عليه أصول وظيفته أو مهنته أو حرفته أو كان متعاطياً مسكراً أو مخدراً عند ارتكابه الخطأ الذي نجم عنه الحادث أو نكل وقت الحادث عن مساعدة من وقعت عليه الجريمة أو عن طلب المساعدة له مع تمكنه من ذلك.
وتكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن سنة ولا تزيد على سبع سنين إذا نشأ عن الفعل وفاة أكثر من ثلاثة أشخاص، فإذا توافر ظرف آخر من الظروف الواردة في الفقرة السابقة كانت العقوبة الحبس مدة لا تقل عن سنة ولا تزيد على عشر سنين».
ونحن نقول بأن الإهمال إذا أدى إلى وقوع قتلى فإن هذه الجريمة تقع تحت طائلة جرائم القتل الخطأ أو القتل غير العمدي التي تعتبر من الجرائم الواقعة على حياة الإنسان وسلامته .. فالجاني انعدم في نفسه القصد ولم يكن يريد إحداث الجريمة لكنها وقعت بسبب إهماله في آداء واجبه و يؤسس المشرع العقاب في مثل هذه الحالات على إرتكاب الفاعل الخطأ مما سبب في حصول النتيجة الإجرامية.
فحكمة العقاب هي في الحرص على أرواح الناس ، والرغبة في حماية سلامتهم وصحتهم، فلا ينالهم سوء ولا أذى ولو كان هذا الأذى ناجما عن خطأ لا عن قصد.
قال الله سبحانه وتعالى :
في سورة النساء ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ٩٢ وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ٩٣﴾ [النساء:92–93]
بــدايــة الــحــادث..
فمنذ ظهر أمس صارت فاجعة كبرى في قرية ديرب السوق مركز ديرب نجم التابعة لمحافظة الشرقية هرع الناس من هولها مهرولين في إتجاه الحادث الأليم الذى تأذى منه القاصى قبل الدانى هو إنهيار سقف مسلح لمسجد الحجازى الذى مازال تحت الإنشاء على بعض من المتطوعين من أهل البلدة في خدمة المسجد.
حيث أسفر الحادث الأليم عن موت رجل في عمر الشيخوخة يدعى ( الحاج ابراهيم كريم عبد الغني 65عام، وإصابة
كلامن: احمد محمد أحمد 22 سنة، احمد محمد عبدالله 21سنة، و هاني محمد لطفي 31 سنة، و فرج أحمد محمد 45 سنة، و صبري أحمد محمد ٤٤سنة،و محمد ناجي عبد الحكيم 31 سنة، جميعهم تمت إصابتهم مابين سطحى وكسور وجروح قطعية، أدت إلى إجراء عملية شرائح ومسامير.
و كانت الأجهزة الأمنية بالشرقية قد تلقت ، إخطارا بشأن ورود بلاغ بوقوع انهيار سقف مسجد تحت الإنشاء بمنطقة ديرب السوق التابعة لمركز ديرب نجم.
على الفور انتقلت الأجهزة الأمنية إلى موقع البلاغ رافقها فريق من النيابة العامة، لإجراء المعاينة اللازمة، وقام رجال الحماية المدنية برفع الأنقاض من ساحة المسجد، وبالفحص تبين حدوث انهيار جزء من سقف مسجد تحت الإنشاء، أثناء أعمال الصبة الخرسانية، ما أسفر عن وفاة شخص وإصابة 7 آخرين بجروح وكسورمتعددة.
وتم نقل المصابين إلى مستشفى ديرب نجم المركزي، لإسعافهم وتلقي العلاج اللازم، ونقل الجثة والتحفظ عليها بمشرحة المستشفى تحت تصرف النيابة العامة، التي صرحت بالدفن عقب الانتهاء من الإجراءات القانونية، وطلبت المباحث بسرعة عمل التحريات عن أسباب وقوع الحادث.
في سياق متصل.. تم القبض على المقاول ويدعى ال « س» وفرار المهندس القائم بالإشراف على المسجد من البداية ويدعى « ص. ل»، ومازالت القضية الآن رهن تحقيقات النيابة، وجارى البحث عن المهندس الهارب من قبل رجال المباحث.
وسنوافيكم بالأخبار أولا بأول.