ملحمة نصر اكتوبر العظيم
متابعة/ ابراهيم الهنداوى ..
منذ بداية التاريخ يستهدف الكثير من الغزاة مصر لأنها من البلاد التي أنعم الله عليها بالكثير من الخيرات والموارد الطبيعية، فتعتبر مطمعًا لكثير من دول العالم، وينظرون إليها بعين الطمع والجشع، حتي جاءت حرب 6 أكتوبر المجيدة لتثبت أن الشعب المصري يتمتع بالشجاعة، ويرفض الذل مهما كانت الشدائد فهو أقوي من الشدائد والمحن.
ففي السطور التالية سنتعرف سويا على مفهوم حرب اكتوبر؟، وكيف تم التجهيز والتخطيط لها؟، وماذا حدث خلال ١٨ يوما من الحرب وجها لوجه؟
تــعــريــف حــرب أكـتـوبـر..
في السياق ذاته تعتبر حرب أكتوبر هى الحرب العربية الإسرائيلية الرابعة التي شنتها كل من مصر وسوريا بدعم عربي عسكري وسياسي واقتصادي على إسرائيل عام 1973م، حيث بدأت الحرب في يوم السبت 6 أكتوبر 1973 الموافق ليوم 10 رمضان 1393 هـ بهجوم مفاجئ من قبل الجيش المصري والجيش السوري على القوات الإسرائيلية التي كانت مرابطة في سيناء وهضبة الجولان.
و تعرف الحرب باسم حرب تشرين التحريرية في سورية فيما تعرف في إسرائيل باسم حرب يوم الغفران أو يوم كيبور.
مــقــدمــات حــرب أكــتـوبــر..
الحقيقة حرب أكتوبر كانت ولابد أن تأتي في هذا التوقيت بالذات، لأنه توقيت مناسب بكل المقاييس العلمية والهندسية، ولأن لكل حرب مقدماتها واسبابها الخاصة، نستطيع أن نذكر بعض المقدمات المختصرة عن حرب أكتوبر.
تصدر هذه المقدمات وفاة الرئيس الخالد جمال عبد الناصر في يوم 28 سبتمبر من عام 1970،وانتخب نائبه محمد أنور السادات رئيسا لمصر في ١٥ أكتوبر من نفس العام.
وقتها عقد السادات النيه على دخول الحرب وأعلن عن ذلك خلال عدة مناسبات، منها في ٢٢ يونيه من عام ١٩٧٢ بأنه عام الحسم، وحديثه أمام المجلس الأعلى للقوات المسلحة في ٢٤ أكتوبر من نفس العام، الذى أوضح فيه وجوب تجهيز القوات المسلحة لدخول الحرب.
في عام ١٩٧٣ قرر الرئيسان أنور السادات والسورى حافظ الأسد اللجوء إلى الحرب لإسترداد الأرض التى خسرتهما الدولتان في حرب ١٩٦٧ ، ولذلك قرر مجلس إتحاد الجمهوريات العربية فى ١٠ يناير من عام ١٩٧٣ تعيين الفريق أول« أحمد إسماعيل على» قائدا عاما للقوات الإتحادية.
وخلال يومي ٢٢/٢٣ أغسطس من عام ١٩٧٣، اجتمع القادة العسكريون السوريون بقيادة «مصطفى طلاس» وزير الدفاع مع القادة العسكريين المصريين برئاسة الفريق أحمد اسماعيل على في مدينة الإسكندرية سرا، ليشكلوا معا المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية والسورية المكون من ١٣ قائد.
وذلك للــبــت في الموضوعات العسكرية المشتركة والإتفاق النهائى على موعد الحرب.
وتم الإتفاق في هذا الإجتماع على بدء الحرب في أكتوبر من عام ١٩٧٣ .
وخلال إجتماع السادات مع الأسد في دمشق يومي ٢٨/٢٩ اغسطس، اتفقا على أن يكون يوم ٦ أكتوبر من عام ١٩٧٣ هو يوم بدء الحرب .
مــيــزان الــقــوة بين كافــة الأطــراف..
لا يزال تقدير القوات المشاركة في حرب أكتوبر على الجبهتين المصرية والسورية بدقة أمراً صعباً، نظراً لأن بعض الوثائق الخاصة بالحرب لا تزال سرية ولم يسمح بنشرها بعد، ولذلك اختُلف في تقدير ميزان القوى بين القوات طبقاً للروايات المختلفة حول الحرب، ولكن يمكن تقدير معظمها على النحو التالي من حيث العدد فقط، مع مراعاة أن نوع التسليح العربي يختلف تماماً عن نوع التسليح الإسرائيلي في ذلك الوقت المتفوق نوعياً وتكنولوجياً.
سـاعـة الـصـفر تـقـتـرب..
سلاح البترول عام ١٩٧٣ وأثره على المعركة..
في شهرأغسطس عام 1973 قام السادات بزيارة سرية للعاصمة السعودية الرياض والتقى بالملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود حيث كشف له السادات عن قرار الحرب على إسرائيل إلا أنه لم يخبر الملك فيصل بموعد الحرب مكتفياً بالقول أن الحرب قريبة، وقد طلب السادات خلال اللقاء أن تقوم السعودية ودول الخليج بوقف ضخ البترول للغرب حال نجاح خطة الهجوم المصرية.
بـدايـة الــحـرب والــعـبـور..
بدأت مصر في شن حصار بحري فرضته على إسرائيل من خلال إغلاق مضيق باب المندب بوجه الملاحة الإسرائيلية وعدة عمليات قصف مدفعي أخرى بشرق القناة بشكلٍ مكثفٍ تحضيراً لعبور المشاة، فيما تسللت عناصر سلاح المهندسين والصاعقة إلى الشاطئ الشرقي للقناة لإغلاق الأنابيب التي تنقل السائل المشتعل إلى سطح المياه.
و في تمام الساعة 14:20 توقفت المدفعية ذات خط المرور العالي عن قصف النسق الأمامي لخط بارليف ونقلت نيرانها إلى العمق حيث مواقعُ النسق الثاني، وقامت المدفعية ذات خط المرور المسطح بالضرب المباشر على مواقع خط بارليف لتأمين عبور المشاة من نيرانها.
بينما في تمام الساعة 18:30 كان ألفا ضابطٍ وثلاثين ألف جنديٍّ من خمس فرق مشاة قد عبروا القناة، واحتفظوا بخمسة رؤوس جسورٍ واستمر سلاح المهندسين في فتح الثغرات في الساتر الترابي لإتمام مرور الدبابات والمركبات البرية، وذلك فيما عدا لواءٍ برمائيٍّ مكونٍ من عشرين دبابةٍ برمائيةٍ وثمانين مركبةٍ برمائيةٍ عبر البحيرات المارة في قطاع الجيش الثالث وبدأ يتعامل مع القوات الإسرائيلية.
الجسر الجوي الأمريكي..
يذكر أن مصر وسوريا قد خاضوا هذه الحرب وهما يعتمدون على ما يملكونه من سلاح سوفيتي ليس الأحدث في تلك الفترة، فيما كان السلاح الأمريكي المتطور هو أساس تسليح الجيش الإسرائيلي.
وخلال الفترة من 10 إلى 13 أكتوبر طورت الولايات المتحدة خطتها لنقل أكبر كمية من السلاح إلى إسرائيل في أقصر وقت فيما سميت بعملية «عشب النيكل»، ووظفت إسرائيل لذلك مجهودات طيرانها المدني لنقل تلك الأسلحة والمعدات، فيما حاولت الولايات المتحدة تقصير المسافة
على عملية النقل باستخدام ما تملكه من طائرات نقل عسكرية لنقل الحمولات إلى «جزر الأزور» في المحيط الأطلنطي ومنها تقوم الطائرات الإسرائيلية باستكمال عملية النقل، ولكن لم تحقق تلك الفكرة السرعة الكافية المطلوبة لدعم الجبهة الإسرائيلية لتعويض خسائرها، فاتُخذ قرار بإنشاء جسر جوي أمريكي تستخدم فيه طائرات النقل العسكرية الأمريكية للقيام بعمليات النقل من الولايات المتحدة إلى إسرائيل مباشرة.
حيث أمر الرئيس الأمريكي «ريتشارد نيكسون» القوات الجوية الأمريكية بالبدء بعملية عشب النيكل في ١٣ أكتوبر،
وبدأت الطائرات الأمريكية بالتوافد على إسرائيل بدءاً من يوم 14 أكتوبر، حيث وصلت أول طائرة في الساعة العاشرة من مساء الرابع عشر من أكتوبر من نوع C-5 غلاكسي في مطار بن غوريون الدولي في تل أبيب بإسرائيل.
وقـف إطـلاق الـنـار الأول « لم تحترمه اسرائيل»..
بعد تطور الأوضاع وإلقاء أمريكا بثقلها في الحرب بأسلحتها الحديثة لإنقاذ إسرائيل عبر الجسر الجوي الذي أقامته،
أيقن الرئيس السادات أنه يواجه أمريكا بثقلها في حين لم يلبِّ الاتحاد السوڤييتي طلباته من السلاح، وقتها قبل العرض الذي طرحه عليه كيسنجرقبل سابق في يوم 16 أكتوبر بوقف إطلاق النار.
فإجتمع مجلس الأمن في مساء 21 أكتوبر وأصدر صباح يوم 22 أكتوبر القرار 338 الذي قضى بوقف إطلاق النار بين جميع الأطراف المشتركة في موعدٍ لا يزيد على 12 ساعة من لحظة صدور القرار، ووافقت كل من مصر وإسرائيل رسمياً على القرار، إلا أن إسرائيل لم تحترمْه فعلياً لأنها وجدت نفسها حتى ذلك الوقت لم تستطع تحقيق أية أهدافٍ عسكريةٍ أو استراتيجيةٍ، فلم ترغمِ القيادة المصرية على سحب قواتها إلى غرب القناة مرةً أخرى، ولم تستطع قطع خطوط مواصلات أيٍّ من الجيشين الثاني والثالث، وفشلت في احتلال مدينة الإسماعيلية.
واستمرت أمريكا في نقل الطائرات الأمريكية إلى إسرائيل المحملة نحو 12,880 طن من الأسلحة والذخائرمن يوم ١٣ اكتوبر،حتى يوم ٢٥ اكتوبر، متجاهلة تماما وقف اطلاق النار الصادر فى يوم ٢٢ اكتوبر.
وبالرغم من أن وقف إطلاق النار الثانى صدر في يوم ٢٤ أكتوبر إلا أن الجسر الجوي استمر حتى 14 نوفمبر بمجموع 567 رحلة لمطار بن غوريون وبحمولة إجمالية بلغت 22,300 طن من المعدات والأسلحة والذخيرة وذلك عبر استخدام نحو 228 طائرة، كما قامت طائرات شركة العال الإسرائيلية من جانبها بنقل نحو 5,500 طن إضافي من المعدات، نقلت بواسطة طائرات الشركة.
ودعمت أمريكا هذا الجسر الجوي بجسر بحري لنقل المعدات كبيرة الحجم بلغت أكثر من 65,000 طن من الدبابات والمدافع والعربات، وتكلفت عملية النقل الجوي فقط 88.5 مليون دولار «في تلك الفترة»، بخلاف ثمن المعدات، وتمكنت أمريكا من خلال هذا الجسر من رفع الكفاءة التسليحية للقوات الإسرائيلية بشكل أخل بميزان القوى لصالح إسرائيل وساعدها على تنفيذ ثغرة الدفرسوار بنجاح.
الـجـسـر الـجـوي الـسـوڤـيـيتي..
على النظير الآخر بدأ الاتحاد السوڤييتي مد أكبر جسر جوي في تاريخه الحربي إلى كل من مصر وسوريا بعد مرور 3 أيام على شن الحرب، قامت خلاله الطائرات السوڤييتية المختلفة بتنفيذ 900 رحلة جوية نقلت خلالها 15,000 طن من المعدات الحربية، ووجه أكثر من نصف الجسر الجوي إلى الجبهة السورية، كما قام الاتحاد السوڤييتي بعملية نقل بحري لنحو 63,000 طن من الأسلحة إلى القوات العربية وصلت قبل وقف إطلاق النار، نقل أكثرها إلى سوريا.
حصار الجيش الثالث ومدينة السويس (معركة السويس)..
دفعت إسرائيل خلال أيام 22 و23 و24 أكتوبر بفرقة مدرعة ثالثة إلى غرب القناة بقيادة الجنرال« كلمان ماجن» وسارت على ميمنة فرقة أدان والتي استطاعت مع فرقة أدان الضغط على الفرقة الرابعة المدرعة بقيادة العميد عبد العزيز قابيل لاكتساب مزيد من الأرض في ظل حالة عدم التكافؤ سواء العددي أو العتادي وتحت القصف الجوي للطيران الإسرائيلي،
فإستطاعت تطويق مدينة السويس وبحلول يوم 24 أكتوبر، جرى إتمام حصار الجيش الثالث الميداني الموجود شرق القناة وعزله عن مركز قيادته في الغرب وتدمير وسائل العبور في قطاعه من جسور ومعديات، وحاول لواءان من فرقة أدان اقتحام السويس يوم 24 أكتوبر إلا أنهما قوبل بمقاومة شعبية شرسة من أبناء السويس مع قوة عسكرية من الفرقة 19 مشاة التي كانت تحت قيادة العميد يوسف عفيفي، ودارت معركة بين المدرعات والدبابات الإسرائيلية من جهة وشعب السويس ورجال الشرطة مع قوة عسكرية من جهة أخرى فيما سميت معركة السويس.
تكبدت خلالها القوات الإسرائيلية خسائر فادحة ولم تستطع اقتحام المدينة وتمركزت خارجها فقط، وأصبح يوم 24 أكتوبر عيداً قومياً لمدينة السويس الباسلة ورمزا فدائيا لشجاعة أهلها.
وقــف إطــلاق الـنــار الــثـانــى والأخـيـر..
وبعد ضغط من الاتحاد السوڤييتي أعلنت إسرائيل قبولها وقف إطلاق النار الثاني يوم 24 أكتوبر طبقاً لقرار مجلس الأمن رقم 339، كما أصدر مجلس الأمن قراره رقم 340 الذي قضى بإنشاء قوة طوارئ دولية لمراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار، إلا أن القوات الإسرائيلية استمرت في عملياتها خلال أيام 25 و26 و27 أكتوبر ولم يتوقف القتال فعلياً حتى يوم 28 أكتوبر حين تقرر عقد مباحثات الكيلو 101 بين الطرفين برعاية الولايات المتحدة الأمريكية لبحث تثبيت وقف إطلاق النار وإجراءات توصيل الإمدادات لقوات الجيش الثالث في القطاع الجنوبي من المصري والإسرائيلي برعاية الولايات المتحدة التي مثلها وزير خارجيتها هنري كيسنجر.
تم التوصل في 1 سبتمبر 1975 لاتفاق حول فض الاشتباك الثاني وقعه بالأحرف الأولى عن مصر الفريق «محمد علي فهمي» رئيس الأركان في ذلك الوقت، وعن إسرائيل الجنرال «موردخاي جور» رئيس الأركان، ثم وقع بالكامل في جنيف بواسطة اللواء طه المجدوب ممثلاً عن مصر، والجنرال هرتزل شامير ممثلاً عن إسرائيل.
نص هذا الاتفاق على استمرار وقف إطلاق النار بين الطرفين، وتقدم القوات المصرية لاسترداد 4500 كم² من أرض سيناء بعمق بلغ أقصاه 35 كم، وانسحاب القوات الإسرائيلية بحيث يصبح خط قواتها الأمامي يبعد 55 كم عن قناة السويس.
المساعدات المقدمة خلال الحرب، الدول المعاونة بالعمليات العسكرية..
شاركت تسع دول عربية بتقديم الدعم العسكري على الجبهتين المصرية والسورية، وهي على الترتيب من ناحية قوة التأثير (العراق، الجزائر، ليبيا، الأردن، المغرب، السعودية، السودان، الكويت، تونس)، وهذا الترتيب قائم على أساس القوات العسكرية فقط بخلاف الدعم المالي الذي قدمته الدول العربية في الحرب، وقياساً على أساس أن السرب الجوي يعادل 20 نقطة، اللواء المدرع يعادل 10 نقاط، لواء المشاة يعادل 5 نقط، كتيبة مشاة تعادل نقطة واحدة، وفي حالة تعادل النقاط تعطى الأسبقية لتاريخ الوصول.
(الحظر النفطي والملوك العرب 1973)..
في 17 أكتوبر 1973 قرر الملك فيصل استخدام سلاح النفط في المعركة، فدعا إلى اجتماع وزراء البترول العرب في الكويت وقرروا تخفيض الإنتاج العربي بنسبة 5% فوراً، وتخفيض 5% من الإنتاج كل شهر حتى تنسحب إسرائيل إلى خطوط ما قبل يونيو 1967، وقررت ست دول بترولية من الأوبك رفع سعر بترولها بنسبة 70%، وقررت بعض الدول العربية حظر تصدير البترول كلية إلى الدول التي يثبت تأييدها لإسرائيل بما فيها الولايات المتحدة، واستدعى الملك فيصل السفير الأمريكي في السعودية وأبلغه رسالة للرئيس نيكسون تتضمن ثلاث نقاط هي: إذا استمرت الولايات المتحدة في مساندة إسرائيل، فإن مستقبل العلاقات السعودية الأمريكية سوف يتعرض لإعادة النظر، وأن السعودية سوف تخفض إنتاجها بنسبة 10% وليس فقط 5% كما قرر وزراء البترول العرب، ولمح الملك إلى احتمال وقف شحن البترول السعودي إلى الولايات المتحدة إذا لم يتم الوصول إلى نتائج سريعة وملموسة للحرب الدائرة.
في 20 أكتوبر 1973 رداً على الحظر النفطي، أعلنت الولايات المتحدة أنها ستدعم إسرائيل بمبلغ ملياري و100 مليون دولار كشحنات أسلحة جديدة، وفي اليوم نفسه أعلنت الدول العربية حظر تصدير النفط تماماً إلى الولايات المتحدة، وصرح الملك فيصل في أعقاب تلك الخطوة بأن الحظر لن يرفع قبل انسحاب إسرائيل من كل الأراضي العربية التي احتلت عام 1967.
في 8 نوفمبر 1973 عقب تضخم آثار أزمة النفط في الولايات المتحدة وحلفائها والتي ظهرت واضحة في طوابير السيارات التي ليس لها آخر عند محطات الوقود، قام هنري كسنجر وزير الخارجية الأمريكية بزيارة إلى الرياض، في محاولة لإقناع الملك فيصل باستئناف تصدير النفط، إلا أن العاهل السعودي تمسك بضمان الولايات المتحدة لانسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة، وتخليها عن تأييد إسرائيل.
أهداف وإنجازات حققتها حرب أكتوبر العظيمة..
أهم أهداف وإنجازات حرب أكتوبر كان إنهاء الغرور الإسرائيلي السياسي، بأنها قادرة على استمرار الاحتلال وتجاهل حقوق مطالب الدول العربية، وإفاقة الولايات المتحدة أن استمرار النزاع العربي - الإسرائيلي سيكون له تداعيات مباشرة على الساحة الدولية، وفرضت الحرب محور المفاوضات خياراً وسبيلاً.
النتائج المترتبة على حرب أكتوبر..
من أهم نتائج الحرب استرداد السيادة الكاملة على قناة السويس، واسترداد جميع الأراضي في شبه جزيرة سيناء، واسترداد جزء من مرتفعات الجولان السورية بما فيها مدينة القنيطرة وعودتها للسيادة السورية، و تحطم أسطورة أن جيش إسرائيل لا يقهر والتي كان يقول بها القادة العسكريون في إسرائيل وأدت الحرب أيضًا إلى عودة الملاحة في قناة السويس في يونيو 1975م.
كما أن هذه الحرب مهدت الطريق لإتفاق كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل والتي عقدت في سبتمبر 1978م على إثر مبادرة أنور السادات التاريخية في نوفمبر 1977م وزيارته للقدس.. وهذا عنوان موضوعنا القادم عن السلام..
الدروس المستفادة من حرب أكتوبر ٧٣ ..
معرفة معنى الملكية والدفاع عنها وتعزيز الوعي بها وما هي حدود الملكية؟، وأهمية الحفاظ عليها والدفاع عنها وعدم السماح لأحد بالتعدي عليها، وكيف بذل المصريون الغالي والنفيس من أجل الدفاع عن أرضهم التي احتلتها إسرائيل.
إن من لا يملك جيشا وطنيا، سلاحا عصريا لايملك أمنا حقيقيا.
المثابرة وعدم استعجال النتائج، فهو درس مهم ينبغي أن يتعلمه الأبناء فلا يتعجلون نتائج سعيهم إلى النجاح وإلى تحقيق أهدافهم، وإنما يبذلون الجهد المطلوب ويتمتعون بالمثابرة والإرادة اللازمين لتحقيقه ويفهمون أن الوصول إلى الأهداف يتطلب وقتًا وجهدًا طويلا مع الإستمرارية.
اليقين والإيمان بالنصر .. خلال حرب أكتوبر، تمتع المصريون، شعبًا وجيشًا بإيمان شديد ويقين بالنصر رغم كل الحروب المعنوية التي كانت تمارس عليهم من العدو، والترسيخ لأكذوبة جيش إسرائيل الذي لا يقهر، ونتيجة الإيمان الشديد بالنصر واليقين بالله وبالوطن، نجح المصريون في تحقيق النصر.